Senin, 23 Agustus 2021

القلندرية أعوان المغول الحلقة 61 " حلقة مهمة جدا"

 بسم الله الرحمن الرحيم


ابن تيمية والمغول والقلندرية
كان ابن تيمية رحمه الله تعالى جريئا في الحق لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان مع علمه بالدين ومذاهب الناس الفكرية والعقدية سياسيا ناصحا لولاة الأمر، يدرك أن الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وكان يتابع أخبار الأعداء حيث تنفع المسلمين هذه المتابعة، مشاركة في جهاد أعداء الدين.
فمن فراسته السياسية إخباره أصحابه بدخول المغول دمشق سنة 699 هـ وأن جيش المسلمین سیكسر، وأن دمشق لن يقع بها سبي وقتلٌ عام قبل أن يهم المغول بالحركة
وذلك في رأي القونوي أبو الفضل لأن المغول قد أسلموا قلندريا ، فكأنه لحظ أنهم سيغيرون من طريقة الاستئصال التي كانوا عليها أو أنه لأخبار بلغته فالرجل كان أمة وحده في ذلك العصر، تأتيه الاستفتاءات من نواحي أرض المسلمين، فلابد أن أخبارهم وأخبار عدوهم كانت تصله فيبني عليها نتائجه السياسية أيضا .
ففي رسالته إلى الملك الناصر (ت 761 هـ ) التي كتبها بعد وقعة الخزندار التي هزم فيها السلطان، يخبر بأمور بدا جليا أنه أوقف عليها من قبل بعض محبيه الذين يداخلون بعض أمراء المماليك، ويطلعون منهم على الأحوال السياسية من أمثال صارم الدين المنبجي (ت۷۳۰هـ) وكان لا يكاد ينقطع عن الشيخ يوما واحدا إما ليلا أو نهارا، فلعله الذي أخبره أن في جيش المغول (من نوى أن يخرج معهم إذا جمعوا ثم إما أن يقفز عنهم وإما أن يوقع بهم). بل هو ينقل أي شيخ الإسلام ابن تيمية عن أميرة مغولية كانت مأسورة في بيت غازان الخلاف بين خدابنده وأمه في شأن معاملة المسلمين.
وعندما اقتضى الأمر أن يذهب إلى مخيم المغول، ذهب غير هياب، وقد قابل غازان وقائدیه قطلوشاه وبولاي في شأن المسلمين وأهل ذمتهم وكان له مع غازان حوار جريء جدا ولما سئل عن إسلام المغول، وادعائهم تحريم قتالهم وأنهم لم يظلوا على الكفر الذي كانوا عليه أول الأمر، وعن حكم من فر من المسلمين إليهم من الأمراء وغيرهم سنة 698هـ أوجب قتالهم وجوبا شرعيا صريحا في فتويين جديرتين بالمطالعة والإفادة.
وليس من الخطأ على هذا أن يقال إن بعض مریدي براق بابا كانوا حاضرین مناظرة أبي العباس لإخوانهم البطائحية، بل إن ذلك موجود في معنی کلام ابن تيمية على المناظرة المذكورة، فهو يخبر أن طوائف من المتفقهة، والمتفقرة، وأتباع أهل الاتحاد کانوا من مناصريهم، مجدّين في ذلك بكل ما أمكنهم
لقد كانت طوائف القلندرية تتربص بابن تيمية الدوائر أيضا، فهذا فقیر منهم يقال له اليعفوري اتفق مع آخر مثله يقال له أحمد القباري في سنة ۷۰۲هـ وزوّروا كتابا ثم أوقعوه بید نائب السلطنة، وفيه أن ابن تيمية وجماعة من الأمراء والخواص يناصحون المغول ویكاتبونهم، واستعانا بناسخ يعرف بالتاج المناديلي أعطوه أربعة دراهم، فلما حقق النائب في الأمر تبين الأمر، فأمر بتوسيطهما وقطعت يد الناسخ.
ولعل مقصد الجاشنكير (ت۷۰۹هـ) وشيخه نصر المنبجي (ت۷۱۹هـ) حين أبعدا ابن تيمية إلى الإسكندرية سنة ۷۰۹هـ ليغتاله بعض أهلها أن يكون ذلك على يد بعض زمر القلندرية المبثوثين في أرجاء البلاد .
كان هذا العداء من هذه الزمر ناتجا عن قيام الشيخ المصلح بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في دروسه ووعظه فضلا عن كتبه ورسائله إلى الآفاق، فقد كان مسلطا على هؤلاء الفقراء الأحمدية واليونسية والقرندلية وغيرهم من هؤلاء المبتدعة كما يقول معاصر له
فالأحمدية مثلا كانوا يرومون من الشيخ رحمه الله أن يسكت عن الإنكار عليهم وأن يسلم إليهم حالهم ولاشك أن هذا مطلب بقية الزمر القلندرية في مصر والشام.
ويفهم من المصادر أن تلاميذه ربما أحضروا إليه كل ملامي قلندري حين يتيسر لهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما وقع سنة ۷۰4هـ عندما جيء بمن سمّي بالمجاهد إبراهيم القطان، وكان يلبس دلقة كبيرة متسعة جدا، وقد أطال أظافره وشعره وشاربيه مسبلتين على فمه، وعرف بأنه فاحش الفم مدمن للحشيش، فأزال عنه مظاهر الملامية هذه واستتابه.
وكان ذاك العصر عصر كثر فيه أمثال هؤلاء الذين تطلق عليهم المصادر
كلمة مولّه وهم في واقع الأمر منتسبون إلى بعض زمر الصوفية القلندرية ، منهم سليمان المولّه التركماني (ت 714 هـ ) الذي كان لا يصلي الصلوات، ولا يتحاشى النجاسات، ويفطر في رمضان، وكانت العامة بدمشق يزعمون أنه رجل صالح، وقد سمع الذهبي أنه كان يعقل ولكنه يتجانن.
ومثله حسین التركماني الموله (ت 724 هـ ) الذي كان يحلق لحيته.
وكان طلاب العلم من تلاميذ ابن تيمية وأصحابه يشتركون معه في الإنكار حتى فاضلات عصره مثل أم زينب البغدادية (ت 714 هـ ) التي كانت تقوم بالإنكار على الأحمدية ، وتنكر أحوالهم من مؤاخاة النساء والمردان وغير ذلك من أصول أهل البدع وكانت قد حبست بمؤامرة منهم ثم سلمها الله تعالى من شرهم .
وما كان دخول براق بابا ومریدیه دمشق إلا في غياب أبي العباس بن تيمية عنها والتضييق على تلاميذه وأقرانه وأصحابه بها عندما قام عليه متعصبة الفقهاء والمتكلمين من الأشاعرة عند السلطان ، وطلب للتحقيق معه عند نائب السلطنة بسبب عقيدته السلفية وتنامت المؤامرة في مصر في زوايا الصوفية وقصور المماليك فطلب منه أن يسافر إلى القاهرة فقصدها في ثاني عشر رمضان سنة 705 هـ وجرت أمور لا نطيل بذكرها، ولم يرجع إلى دمشق إلا سنة ۷۱۲هـ أما براق بابا فدخلها في التاسع من جمادى الأولى سنة 706هـ ورتع بها كما تقدم ذكره في ترجمته، وليث السنة ابن تيمية محبوس بقلعة الجبل بمصر، وأتباعه السلفيون من أهل العلم مضيق عليهم في دمشق مكممة أفواههم عن بعض ما كان أبو العباس يجهر به من الإصلاح.
وقد أدرك الناس کره ابن تيمية للمبتدعة بعامة وهذا الضرب من الفقراء القلندرية بخاصة، كما حكي عن قاضي القضاة أبي البقاء السبكي الشافعي (ت۷۷۷هـ ) أنه بينما كان في المدرسة الرواحية بدمشق في درسه إذا بطائفة من القلندرية يدخلون المدرسة يشحذون، فأمر لهم بشيء، ثم جاءه طائفة من الحيدرية يشحذون أيضا، فأمر لهم بشيء، ثم صلى ركعتين وقال: «رحم الله ابن تيمية، كان يكره هؤلاء الطوائف على بدعهم»، فذكر راوي القصة للسبكي كلام الناس في ابن تيمية الذي مر بك قبل قليل مصدره، فقال له بمحضر من الطلبة: «والله يا فلان ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به ».

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

سلسلة الحركات الإصلاحية الشرعية في الدولة العثمانية المصلحون قبل الإمام البركوي

  سم الله الرحمن الرحيم وهنا سيرة وأقوال بعض العلماء الذين انتصبوا دفاعا عن السنة وقمعا للبدعة وردا على فكر ابن عربي الذي اتخذته الدولة العث...