بسم الله الرحمن الرحيم
شخصيات قلندرية
دزلاق بابا محمد ت 690 هـ
وتعني كلمة دزلاق أو طزلق بلسان الترك : الحليق . ولا يوجد له ذكر إلا في مصدر هو کتاب : تفاح الأرواح، لابن السراج وهاك ما قال: «كان برأس عين الخابور من أعمال ماردين، وكان له جماعة من التلامذة والمحبين، وكثر عليهم الإنكار من العامة ومن صاحب ماردین، فاجتمع صاحب ماردین بالشيخ مرة، فعاتبه الشيخ فقال : أنا معذور وأنت ظاهرك مولّه ويبدو منك ومن أصحابك أشياء يقع الإنكار فيها، فأرنا شيئا يكون آية ظاهرة حتى نسلم إليكم حالكم، فقال : بسم الله أنا أموت الساعة وأنت ادفني كيف شئت، وأنا أظهر بعد مائة وخمسين يوما خمسة أشهر، فقال: رضيت، ومات الشيخ لوقته ، فقضى حقه وجهز له بئرا عميقا عدة قامات ودفنه أسفله، وعمل عليه ضريحا بحجارة متقنة عمارة متعنت ممتحن متعصب لظهوره في مقتضی معرفته الناقصة، ثم ردم البئر وعمل في أعلاه ضریح خشب ورسم عليه رجالا كثيرين لا ينامون بل يسهرون بالنوبة، فما ظهر الشيخ بعد المدة ، فطلب الجماعة وانتقم منهم بأنواع الأذى وقال ما أمكن من الشتم واللعن وغيره، وكان معذورا في الظاهر بعض العذر بالنسبة إلى حاله، ثم بعد عشرين يوما أخرى ظهر الشيخ، فجاءه الملك في قالب الذلة والندامة والاعتذار وقال : يا سيدي ما ظهرت في التاريخ الذي عينته، فقال: يا بعيد الذهن في تلك المدة كنت في حبس الله تعالى، وأما في الزيادة كنت في حبسك، وسببه أن جميع ما صرفته فيما اعددته من الامتحان والتعنت كان حرام یا مسكین، فقال: صدقت يا سيدي، ثم استغفر وسأل الصفح، وأكرم الجماعة الذين أهانهم، وصار من أكبر المحبين!!!. .
قال : وروينا عن شخص من أصحابه اسمه حسن صي لوران قال لنا سرا: سألت الشيخ محمد الحليق بعد انقضاء الحال من الملك وغيره، قلنا: ظهرت والقبر على حاله وأنتم أكبر قدر من ذلك، لكن دفناك ضعيفا وظهرت سمينا، فقال لي سرا : وما ذاك إلا من إفطاري على سماط النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين !! .
قلت : بل زاد وزنه لأنه اختفى عن الأنظار وكمن في أحد البيوت وقلت حركته ورياضته
قال: وروينا أن الشيخ محمدة المذكور حضر إلى قرية المحيلة من أعمال جملين من جند ماردين يوم الجمعة قرب الصلاة، وثم جماعة كثيرة محبون، وشخص له دنیا کافر بالشيخ أحب الشيخ إصلاحه فقال : قد جاءنا من جبل الهكار من عند رجل صالح هدية نطعمكم إياها، وأخرج أربع رمانات ومعها من ورق الرمان وجلنار أيضا كأنه قد قطف من شجرته بساعته، وكان في الأربعينية قلب الشتاء فألقى ذلك الرجل بنفسه على رجليه يقبلهما وقال : قد خرجت عن نعمتي كلها للفقراء "القلندرية " ، وصرف شيئا كثيرا لله تعالى وصار من المحبين البالغين الزائدين عن الحد !!!
قال: وروينا عن شخص ثقة قال : ابتعت مرة فرسا لا يطاق، وقال لي بائعه: احذره منی شرد لا يرد، فقدر الله أنه أفلت من يدي في صحاري حران وأيست منه، ثم ألهمني الله أن قلت: لا أعرفه إلا منك يا شيخ محمد الحليق، فما شعرت به إلا بين يدي واقفا، فمشيت لأمسكه متسللا لئلا يهرب، فلم يتحرك وكنت قد نذرت للشيخ بسبب ذلك رأس ضأن، ثم رأيته بعد ذلك في رأس العين فقال لي: من بعد إيش كان ذلك الصياح كله، أما كان يكفي مرة أزعجتنا، وأين الرأس الذي للفقراء ؟ فقلت: على عيني يا سیدي، وكاد عقلي يذهب!!!.
قال : فيما روينا أن هذا الشيخ محمد الحليق قال له الجماعة : لم لا تصلي ظاهرا، فقال : لنا في ذلك أسرار!! فزادوا عليه، فقال : صليت مرة رکعتین، فخربت مدينة حران !! مع أن خفيرها الشيخ حياة بن قيس (ت 581 هـ ).
فقالوا: لابد أن تصلي. فصلى ركعتين فما فرغ منهما إلا وقد أرسل الله سحابة، ورعدا، وبرقا، وغيثا لا يطاق في غير وقته بحيث أيقنوا بالهلاك السريع، فجاؤوه مستغیثین مستنجدين . فقال : يا قوم ألم أقل لكم لا تعترضوا على أسرار الله تعالى. فقالوا: ما هو وقت العتاب. ارحم الأطفال والدواب . فلما زادوا عليه فتح طاقة وقال : أتريد إهلاكنا ؟ فما تم كلامه إلا وقد كشف الله تعالى ذلك، وذهب به کان لم يكن .
قال القونوي : كذلك كان سحرة فرعون يلقون حبالهم وعصيهم، فيخيل لمن شاهدهم أنها تسعى. وهذا القلندري على إرث عظيم مما يتقن أولئك السحرة. وقد عجبت للنبهاني إذ أعرض عن ذكر منقبة ترك الشيخ الحليق الصلاة، وتلك التي انقلب فيها كبشا!!.
ومن كان تاركا للصلاة لا يستبعد منه أكل الحشيشة المخدرة والاسترسال مع خيالاتها وهذياناتها. هذا لأني قرأت (المنقبة) التالية لهذا الحليق المارق.
قال : «روينا أن الشيخ الحليق قال : صرت مرة كبشا، وباعني شخص من شخص حتى وصلت إلى قصاب، فتحققت أنه يذبحني فأودعني في بيت ، وقدم لي علفا، وخرج وأغلق الباب، فصرت في صورة أخرى تشبه الغول الذي يحكي عنه الناس بشعر يجللني وعينين كالبرق الخاطف، فدخل يشرف علي فرآني في صورة مذعرة ففر مني، وقال : يا سلیمان صار الكبش غولا!!
ثم صرت إلى صورة الآدميين، واشتريت منه لحما أربعين يوما، وأقول لو عرفتني يا قصاب!!
و أما التعليق الصوفي على هذا الكذب الخرافي فهو ما قاله ابن السراج ناقل الهذيان : "هذا فيه أسرار عظيمة يعرفها أهلها "
قال : وروينا أن الشيخ محمد الحليق قال لجماعة كثيرة : هؤلاء التتار لابد أن يسلموا ويلبسوا الشاشات وتصير البلاد شيئا واحدا، ولما قال ذلك كانوا مصرين على الكفر وأنواع الضلال، وكما قال صار، ولابد أن يزداد عما رأينا عن قریب تصديقه بهذا الولي الحسیب، حتى يتعجب الخلق منه إن شاء الله تعالى.
قاله ابن السراج. ثم قال : «وروينا أن محمدا الحليق قال لأهل رأس العين : نحن كانت دارنا برأس العين العتيقة التي انخسفت، والآن مكانها بحيرة ماء ولنا مكسح، تعالوا حتى أخرجه لكم، فخرج معه خلق كثير لرؤية هذا العجب، فنزل في الماء بكرة وأبطأ كثيرا فمنهم من يقول : الرجال لهم أسرار، ومنهم منافق يقول: راح إلى لعنة الله تعالى، الفاعل الصانع، كم يكثر الهذيان والفشار!! قال: فلم يطلع إلى قريب الغروب، والمكسح في يده، وقال : اعذرونی اشتبه الأمر علي بين الأزقة الدائرة . فسر بذلك المؤمنين وكبت به المنافقين !!». .
ويبدو أن لهذا القلندري قصصا من جنس ما لعلي الحريري جعلت البطائحي ابن السراج ناقل أخباره يعرض خجلا عن ذكرها. قال : وله أخبار وأحوال لا يكاد يصدق بمثلها أحد، ولذلك أضربنا عنها فلم نذكرها !!»..
وقال: «وكان أكله أو أكثر أكله حجارة سود أو غیر سود»
قال القونوي : قد علم من علم أنه يمكن صنع نوع من الحلوى يكون لونها ووزنها وملمسها بهيئة الحجارة والحصى وقد رأيت ذلك بقونية وأكلته. أما المغفلون الذين يصدقون كل دعي مشعوذ فلا حيلة لنا معهم في ذاك العصر وفي يوم الناس هذا.
ثم قال : وأخبرنا بعض الصادقين أنه قال له : بالله أطعمني مما تأكل فناوله حجرا فأكله أطيب حلوى في الوجود، ونحن نعلم أنه أكثر من ذلك . وقد رأينا مثل هذا مما لا يصلح غلاما له، وكان عليه دلق عظيم من أكسية وبسط مضربة يكون وزنه أكثر من قنطار بالحلبي وهو أخف ما يكون عليه ، ولما مات بيع وعمل له تربة.
محمد جلبي الديواني - كان حيا سنة 951 هـ
هو من قلندرية المولوية، ويعظمه من الصوفية من شاكلهم، ولا يدری من سيرته الكثير، إلا ما أورده صاقب ده ده. (ت 1168 هـ ) في سفينته
تنقل محمد جلبي في البلاد، وساح على نهج القلندرية ، يصحبه أربعين من مريديه ، وكان التحليق القلندري أسلوبهم وكان يقدم لهم الحشيشة ويتعاطاها معهم بما يشبه المراسم الطرقية التعبدية لديهم قائلا: «هذه مأدبة الطريق للأعزة، وعلاج يجلب الظرف»
.
يروون عنه أنه دخل مرة (قبة الجلال الرومي، وصعد على الصندوق الذي على قبره وركبه، وأخذ العمامة الموضوعة على جهة رأس الجلال في الصندوق وجعلها فوق رأسه، وفي يده قدح وفي الأخرى جرة خمر، وطفق يشرب ويهرق منها على القبر مرة وعلى الصندوق أخرى !! فلما قيل : ويلاه !! سيهلك ! ستصيبه غضبة مولانا (الجلال الرومي)!! صرخ قائلا : ألا ترون مولانا!! فنظروا فإذا الذي على الصندوق مولانا!!.
وفي زيارة أخرى إلى قونية وقبر الجلال بها، عمد إلى جامع شرف الدين المشهور فيها، فشرب في محرابه الخمر، ورش منه على جدرانه
في الصورة ضريح محمد جلبي الديواني في تركيا
Tidak ada komentar:
Posting Komentar