بسم الله الرحمن الرحيم
بين الرافـ,ـ..ضة وخفراء القلندرية
قال القونوي : يحسن أن نسجل هنا معلومة مهمة ذكرها ابن السراج، وهي أن المغولي خدابندا (ت۷۱۹هـ)، كان يعظم شيخ الرفاعية : علي بن تاج الدين الرفاعي، وأن الشيخ لما مات دفنه في عاصمتهم (السلطانية)، وبنى على قبره بنيّة، ووقف عليها وقفا، ثم أوصى أن يدفن عنده ! والحق إن هذا التعظيم لم يخلُ من فائدة للمسلمين، قال ابن السراج: «... لما شاع أمر الرفـ,ـض بالبلاد الشرقية وغالب مملكة خربندا بن أرغون بن أباقا بن هولاكو، ملك التتار، المتـ,ـشيع في دولته، صار ينادي بعض غلاة الرافـ,ـضة في الموصل، وغيرها: الغزاة الغزاة، في كذا وكذا، وأهل دمشق، الفعلة الصّنَعة، الفرحين بقتل مولانا الحسين ! إلى غير ذلك، وقال بعضهم : إن لم يكسر هذا - خربندا- جيش مصر والشام، علق الأبعد في عنقه صليبا !
ولقد جرى في هذه الفتنة أمور، وظهر فيها قبائح لا تكاد تشرح، ممن يدعي الرفـ,ـض والتشـ,ـيع، وهؤلاء في الحقيقة أعداء الملة المحمدية ، لا ريب فيه عند كل عارف ، وأما ترفض خربندا، فقد ذكروا له أسبابا أوضحها، أنه أحب التزوج من بنات المغول، لحسنهن وجمالهن المعروف، والشرع لا يبيح له سوى أربع نسوة، وقال هو: لا أكتفي بذلك. فرأى بعض الراسخين في العلم " يقصد قلندرية مثله " أن ترك خربندا على ما هو عليه موجب لتزلزله ، وحنوّه على الدين الضلالي، ورجوعه يقينا إليه، وفي ذلك من البلاء ما فيه ، ومن الهلاك ما لا يمكن جبره ولا تلافيه، وأن فتياه بقول من كان من العلماء هو الصواب المحض، بعد مراجعة كل دليل، ومراعاة كل قليل وجليل، فقال : في مذهب الشـ,ـيعة : يتزوج الإنسان بسبع نسوة جمعا، وعلى قولٍ عندهم: يجوز بأكثر من ذلك ... واعلم أن الرافـ,ـ..ضة الطاغية، وجهلتهم الباغية، اغتنموا هذه الواقعة .
قال القونوي : أكبر الظن ابن السراج الدمشقي وجه الاتهام إلى الشـ,ـيعة بأنهم كانوا وراء الحملة المغولية التي سارت إلى الشام سنة ۷۱۲هـ ، ثم كفى الله تعالی شرها.
يقول ابن السراج : كان من أسباب ذلك أن السنّة. - نصرهم الله تعالى - قصدوا سيدي علي بن سيدي تاج الدين الرفاعي فجاء إلى خربندا، إلى السلطانية، وأنكر عليه، فقال : أضلنا فلان - المعروف بالاوي- وقال : إنه يبطل كراماتكم بسحره، فقال : أوقدوا نارا عظيمة ، بقريب من عشرين ألف حمل حطب ومسامير ، فشبّت يوما وليلة، فصارت جهنم الدنيا ! ثم رفع سجادته فوقها- وفي رفعها آیات !! ، فإن هواءها يمنع بثها عليها- وصلى ركعتين، وقال : باسم الله ! فدخلها الفقراء ، ثم أخذ هو ابن الملك، وقالوا: إنه كان أبا سعيد، وقيل : بل كان من الزامه. ودخل به النار، فقالوا: هلك ! وهموا بقتل الفقراء، وغيرهم يقينا، ثم خرجا، وفي يده تفاح وريحان، وكان ذلك يوما عظيما عند المصدقين. وسلّم خرابند اللاوي إلى أهل السنة ، بعد عظیم منزلته عنده، فباعوا لحمه كل وزن درهم بدرهمين - تشفيا- ويغفر لهم ذلك إن شاء الله تعالى، وقتلوا من الرافـ,ـ..ضة خلقا كثيرا، واستقامت الأحوال، فلعن الله من يفرق كلمة الإسلام، وعجل هلاکه والسلام.
قلت : هنا تكرار لقصة النار والدخول فيها بين تاج الدين الرفاعي وابنه ويبدو أنه لا يحسن سوى هذه الحيلة
قال ابن السراج : وكذلك وقع لمفتي آخر، استفتاه بعض ملوك التتار، في تزوج زوجة والده؟ - المعني هنا: غازان، وأبوه: أرغون. وزوجته: بلغان خاتون -
فقال المفتون : لا يجوز فهمّ بالردة، فقال المفتي الخبير، الطالب لمصالح الخلق : نبحث عن أصل العقد، فوجده باطلا ، فقال : كانت معه زانية ، والزنا لا أثر له عندنا. وزوجه إياها.
قلت : يقصد أن زوجة والد قازان كانت بحكم الزانية مع أرغون والد قازان وتأمل في التالي :
وقد سأَلَ ابن نوح القوصي (ت ۷۰۸هـ)، أحد قضاة المغول: كيف يزعم غازان الإسلام وقد نكح زوجة أبيه ؟ فقال : إن الذي أفتاه بذلك هو الناظر على المدارس: أصيل الدين بن النصير الطوسي (ت ۷۱۰هـ)، زاعما أن ذلك على مذهب الشافعي. وقد نقل الصفدي تعليله دون أن يشير إلى ذلك، ولكن أشار إلى إبقاءه على الإسلام كان مقصده كما أشار له ابن السراج يعني ألا يترك الإسلام !!!
قلت : وأي إسلام هذا الذي كان فيه ؟؟
وتأمل هذه أيضا
وحكي أن خربندا كان قد جهز جيشا في ثلاثة آلاف فارس من رافضة خراسان مع حميضة بن أبي نمي الحسني الهاشمي القرشي من أجداد ما يعرف بأشراف الحجاز (ت 720 هـ ) - وهو من أمراء مكة، وكان أهل السنة في الحجاز به في غمٍّ شدید – وكانت وجهته مع المغول المدينة النبوية، لنبش قبر صاحبي رسول الله ، أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وإخراجهما من جواره، لكن الله تعالی حفظ قبر نبيه وصاحبيه، فهلك خربندا قبل مرور أسبوع على إصدار أمره اللعين، واعترض ذلك الجيش المغولي المترفـ,ـض جيش الأمير محمد بن عيسي الطائي ، أخو سلطان العرب مهنّا الطائي (ت 735 هـ ) وقهرهم، وشرد بهم، وذكر النويري (ت۷۲۷هـ) أن من بين المغانم الكثيرة، التي غنمها العرب الفؤوس والمجارف التي كانت للمغول المترفضة والتي أعدوها لنبش القبور الشريفة
قلت : ويظهر هنا تنافس بين القلندرية والرافـ,ــضة في أيهم يأسلم سلاطين المغول لينال عطاياه وكرمه وحنانه وعطفه ويظهر أن من لطف الله تعالى أن انتصر القلندرية على الرافـ,ـضة رغم أنهم بدلوا الدين لصالح شهوات المـ,ـغول في هذه المنافسة فخفت بذلك سطوة وقهر المغول قليلا على المسلمين وهذا من لطف الله تعالى وحكمته أنه لم يجمع بلاءين على عباده والله أعلم
قبر المغـ,ـولي اولجايتو خان في سلطانية عاصمة الدولة الإيلخانية المغـ,ـولية بإيران
Tidak ada komentar:
Posting Komentar